هذه مدونة شخصية تحتوي عل صور و نصائح و نكت و بعض المعلومات
مقالة التيار الرومانسي في الأدب
خلفت النهضة الادبية الحديثة واقعا ثقافيا جديدا علي مستوي الثقافة العربية كما علي مستوي الفكر و الادب فقد بدءت
الاعمال المترجمة من اللغات الغربية تاخذ طريقها الي القراء بل اصبح الكثير من هؤلاء ملما بلاداب الاروبية و نتج
عن هذ الانفتاح الثقافي ظهور ادبية عرفت في الادب الاروبي لعل من ابرزها حضور عند شعراء النهضة التيار الرومانسي.
ماهي روافد هذ التيار الادبي ؟ وماميزاته و ملامحه؟ واين وصل بمسيرة التجديد الشعري؟
في بداية القرن التاسع عشر ظهر تيار ادبي انتشر بشكل واسع في اروبا كان من اظهر ملامحه التعبير الصارخ عن التجارب الوجدانية و الخروج السافر علي القيم الاجتماعية و مناجات الطبيعة واطلق النقاد علي هذ التيار اسم الرومانسية
وكان من ادبائه الكبار "وورد زورث. وليم هازلت. وكلوريدج. وشكسبير. وفيكتور هيجو".
ومع تزايد تاثير الثقافة الانجليزية في البلاد العربية مطلع القرن العشربن اخذ هذ المذهب الشعري ياخذ طريقه الي الادب
علي مستوي الشعر كما علي مستوي النقد فقد تلقف ادبا الجيل الثاني الادب الرومانسي الاروبي و كأنه ضالتهم المفقودة
لتجديد الشعر العربي ففي مصر قامت مدرسة الديوان (العقاد المازني شكري) لتتحذ من الرومانسية قدوة شعرية و نقدية يقول العقاد : "و لا أبالغ اذا قلت ان هازلت هو امام هذ الجيل الادبي الجديد" و كانت دواوين العقاد و زمليه بمثابة نصوص
تطبيقية لهذ المذهب الشعري فكان ياخذون من التجارب اليومية البسيطة و الاشياء التافهة موضوعات شعرهم و كأنهم يطبقون قولة هازلت التي تجسد المبدأ التعبري في الادب : "الشعر فيض تلقائي للعواطف و الاحاسيس " يقول العقاد في
مقدمة احد د واوينه :
الا يا طائر الفردوــــــــــــــــس ان الشعر وجدان
و اذاكان أدباء الديوان قد فتحوا صفحة رومانسية في المشرق العربي فان ثمة أدباء اخرين تعالت اصواتهم من الغرب الامريكي لتزيد التيار الرومانسي اندفاع و قوة وقد انتظم اكثر هولاء الادباء المهاجرين في جماعة أدبية عرفت باسم
الرابطة القلمية كان من ابرز رموزه الشعرية " جبران , أبوماضي , نعيمة , ندره حداد , نسيب عريضة " و لقد سعي هولاء الادباء الي احداث ثورة شعرية و نقدية في الادب العربي استهدفت الاساليب لكلاسيكية فالشعر تعبير صادق قبل
ان يكون الفاظا موزونة يقول نعيمة :
لست مني ان حسبت الشـــــــــعر الفاظا ووزنا
خالفت دربك دربي وانقضي ما كان منا
واقتداء بالفن الرومانسي عند توجه شعراء المهجر الي محراب الطبيعة ينشدون فيه الصفا و السعادة التي افتقدوها عند بني
البشر يقول جبران :
هل اتحذت الغاب مثلي منزلا دون القصور
و يعبر هولاء عن ذلك الحزن الرومانيسي الذي يسكن الطبيعة يقول نعيمة : في قصيدته النهر المتجمد
يا نهر هل نضبت ميا هك فأنقعطت عن الخرير
أم هل ضعفت وخار عز مك فانثنيت عن المسير
علي ان الشاعر الرومانسي عند هؤلاء له حطة من التأملي الفلسفي فهو تائه في الوجود يبحث عن الحقيقة المطلقة و أني له
ان يدركها يقول أبو ماضي : في قصيدته الطلاسم
و طريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
أنا السائر في الدر ب أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف و الد هر يجري لست أدري
و تعتبر جماعة أبولو الشعرية التي تأسست سنة
لقد تأثر هؤلاء با لأدب الانجليزي كما تأثرو شعراء المهجر و اذا كانت أنات الرومانسية الحزينة قد غلبت علي اكثر تجاربهم الشعرية كما في قصيدة العودة ل ابراهيم ناجي
هتف القلب بجنب كالذبيح وأنا اهتف يا قلب أتئد
فيجيب الدمع و الماضي الجريـــح لم عدنا؟ ليت انا لم اعد؟
الا ان بعضهم أن يخرج عن مربع الذاتية الحزينة الذي لا يري صاحبها الاهموم نفسه , فكسر طوقها و تجاوزها الي هموم الانسان بصورة عامة معبرا عن مآ سي الشعوب غير مستسلم للحزن و اليأس و ذلك كما نجد عند الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي الذي يصرخ بكل ثقة في وجه الواقع الظالم :
ألا ايها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياه
سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه
وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الأساء في رباه
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن بيذر الشوك يجني الجراح
وهكذا فان التيار الرومانسي في عصر النهضة الآدبية مثل نقلة تجديدية في الشعر العربي متجاوزا نظرية الاغراض الشعرية عند لكلاسيكيين واضعا مفاهيم أدبية جديدة علي الشعر و النقد العربيين " الغاية الشعرية و الخيال الشعري و الوحدة العضوية " فا تحا الباب أمام تطوير الايقاع الشعري و ذلك بتنويع الوزن و القافية في القصيدة الواحدة .
فهل يكون بذلك قد اشعل شرارة التجديد في الادب العربي الحديث؟
ام أنه كما يقول خصومه لم يزد علي أن حصر القصيدة العربية في زاوية ضيقة هي الزاوية الوجدانية؟
الاستاذ : أبوبكر ولد بوري
مقالة عن المدرسة الشعرية لكلاسيكية
عرفت البلاد العربية منذ بداية القرن التاسع عشر صحوة ثقافية و فكرية تولدت عن احتكاك هذه البلاد بالحضارة الغربية وقدعبر الكتاب عن هذه الصحوة باسم النهضة الأدبية تلك التي كانت لانتشار الطباعة و الصحافة و ازدهار حركة الترجمة دورا أساسيا فيها واذا كان كتاب النهضة قد نهضوا بالشق النثري فان ثمة شعراء نهضوا بالجانب الشعري.
من هم؟ وما هو التيار الادي الذي يجمعهم؟ و ما مكانتهم في عصر النهضة؟
التقي في عصر النهضة الأدبية رافدان ثقافيان مختلفان أولهما ذو مصدر عربي تراثي تمثل في دواوين الشعر العربي القديم
ومدوناته التي أصبحت متوفرة بفضل الطباعة وثانيهما ذو مصدر أروبي تمثل في الأعمال الأدبية و الفلسفية التي أصبحت متاحة للقارئ العربي بفضل الترجمة.
وهكذا فان شعراء هذ العصر قد وجدوا انفسهم أمام ثقافيتين أدبيتين مختلفتين احداهما ترمز الي التراث و الاخري الي الأمم المتقدمة التي انتجتها وأمام هذ التحدي الحضاري لم يكن أمام هولاء الشعراء الا احياء الشعر العربي القديم لما يرمز له من تمسك بالذات و ثقة في الوجود الحضاري تقول : الدنتورة خالدة سعيد " ان التحدي الحضاري الذي مثله الاستعمار و التتريك هو الذي أد الالحاح عاي عناصر القوة في التراث العربي و هي الدين و اللغة ومن ثم كانت المدرستان السلفية و الاتباعية " بلاضافة الي عامل الثقافة المشار اليه فان للظروف السياسية و الاجتماعية التي تميزت بتبلور الوعي السياسي ونشو حركات التحرر فانها بدون شك ساهمت في تشكل هذ الاتجاه الأدبي.
و يعتبر النقاد أن الرائد الشعري الأول لهذه المدرسة الشعرية هو الشاعر المصري محمود سامي البارودي فانه اختط لنفسه مذهبا شعريا نحا ريه منحي فحول الشعراء الأقدمين فأحتفل بحسن الديباجة و عذوبة اللفظ و قوة الجرس الموسيقي القائم علي طربية القوافي وجزالة المعني و شرفه بالاضافة الي التصور الشعري القائم علي القائم علي المعجم البلاغي (تشبيه استعارة كناية .... ) ممااعتبر هذه النزعة الشعرية الي الشعر القديم ورجوع اليه و اتبعا لأساليبه و طرقه الفنية فعرفت هذه المدرسة بمصطلحات نقدية عديدة (الاتباعية الاحيائية البعث الشعري لكلاسيكية ) وقد سار علي طريقه جماعة كثيرة من الشعراء نذكر منهم شوقي و حافظ ابراهيم و الرصافي و اليازجي و علال الفاسي و المختار ولد حامدون و اذا اتبعنا دواوين هؤلاء الشعراء يظهر لنا بسهولة مدي تأثرهم بطرائق الشعراء الأقدمين من حيث الاداء الفني ويمكن ان نرصد جوانب التقليد لديهم فيما يلي :
ــ المقدمات الغزلية أو الطللية مثل قول البارودي :
الا حي من الأسماء رسم المنازل وان هي لم ترجع جوابا لسائل
او كقول شوقي :
أنادي الربع لو ملك الجوابا وأجزيه بدمعي لو اثابا
وقل لحقه العبرات تجري وان كانت سواد القلب ذابا
فوقوف الشاعر علي الاطلالة عادة قديمة كظاهرة التصريع في مطالع القصائد
ــ التزا الشاعر بظواهر فنية قديمة كظاهرة التصريع في مطالع القصائد و كاختيار البحور الشعرية طويلة النفس وكذا سلاسة اللفظ و جزالته
ــ ارتباط الشعراء بالأغراض الشعرية التقليدية ( الغزل ـ المدح ـ الرثاء ـ الفخر ـ الحكمة ـ الوصف ) .
مما يؤكد للغاية الأحلاقية في الأدب هذ المبدأ الذي يجعل من الشاعر ناطقا رسميا باسم المجتمع يعبر عن مثله و قيمه
ــ تعلقهم بالقاموس البلاغي القديم في تشبيهاتهم و استعاراتهم و كناياتهم مثل قول البارودي : (و نقع كلج البحر) و حافظ ابراهيم ( أنا البحر في احشائه الدر كامن ) و قول شوقي ( اذ أنت ناب الليث ) فتشبيه الظلام بالبحر و أمواجه و تشبيه الشجاع بالأسد و محو ذلك مما تعارف عليه الشعراء قديما
ــ ظاهرة المعارضات الشعرية حيث تدل هذه الظاهرة علي علي أنهم يعتبرون الأقدمين نموذجا عاليا تجب محاكاته اذ تتفق القصيدة مع التي تعارضها في الموضوع و البحر و القافية ونت امثلة هذه المعارضات قول البارودي :
رضيت من الايام مالا أوده واي امر يقوي علي الدهر زنده
فقد عارض بها قصيدة المتنبي :
أود من الأيام مالا توده وأشكو اليها بيننا و هي جنده
ومثل معارضات شوقي الكثيرة لكبار الشعراء كمعارضته للبحتري في سينيته المشهورة
ثنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدي كل جبس
فعارضها شوقي في قصيدته التي كتبها في اسبانيا يتشوق فيها الي مصر
اختلاف النهار و الليل ينسي أذكري لي الصبا و أيام أنسي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها أو أسا جرحه الزمان المؤسي
كمعارضته لقصيدة البردة لشرف الدين البوصيري
امن تذكر جيرانة بذي سلم مزجت دمعا جري من مقلة بدم
فقد عارضها بقصيدة مطلعها
ريم علي القاع بين البان و العلم أحل دمي في الأشهر الحرم
ولهذه الجوانب المقلدة و التي يظهر فيها اعجاب شعراء المدرسة الاحيائية بالقدماء شبه النقاد طريفتهم في المحاكات بطريقة الشعراء الاروبيين لكلاسكيين الذين قلدوا قدماء اليونان فكان ذلك سببا في اطلاق هذ المصطلح الأدبي غير أن الانصاف الأدبي يقتض أن نبين أن المدرسة الاحيائية لم تكن تقليدا خالصا و لانسخة طبق الأصل من الشعر القديم فثمة جوانب كثيرة جنح فيها فيها شعراؤها الي التجديد و التعبير عن عصرهم وقضايا أمتهم و يمكن أن نلخص أبرز جوانب التجديد عندهم في اللآتي :
ــ شعراء النضال السياسي و الوطني الذي عبر فيه الشعراء عن معاناة شعوبهم وعن شعورهم بقضايا أمتهم العربية وماتعانيه من تمزق و استعمار
ــ التعبير عن المظاهر الحضارية الجديدة كوصف القطار و السيارة و الطائرة\
ــ اضافة فن جديد الي اللأدب العربي الجديد هو فن المسرح الشعري وقد ابدع فيه شوقي وكتب مسرحياته التي استوحاها
من التاريخ العربي و التاريخ المصري القديم
و هكذ يمكن القول ان شعراء مدرسة البعث الشعري قد وضعوا لبنة قوية في نهضة الشعر العربي الحديث و استطاعوا ان يجمعوا بين الفن الشعري القديم و المضمون الجديد التصل بعصرهم هذ فقط عن ربطهم للشعر العربي القديم بماضيه الزاهر.
فهل يجوز لنا ان نعتبرهم بهذ المعني جسرا أدبيا بين ضفتي القديم و الحديث؟ أم أنهم امتداد متأخر للشعر العربي القديم؟
الأستاذ : أبوبكر ولد بوري
"قُتل رحمه الله" خير من "فر أخزاه الله" |
أخاك أخاك إن مَنْ لا أخا له كَساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح |
أخوك من صدقك النصيحة |
إذا غامَرْتَ في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم |
إذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا فلا رأي للمضطر إلا ركوبها |
استقبال الموت خير من استدباره |
أكرم نفسك عن كل دنيء |
الإفراط في التواضع يجلب المذلة |
الجود بالنفس أقصى غاية الجود |
السيف أهول ما يُرى مسلولا |
العز في نواصي الخيل |
القَصَّابُ لا تهوله كثرة الغنم |
إن البعوضة تُدْمي مُقْلةَ الأسد |
إن الجبان حتْفُه من فوقه |
إن القذى يؤذي العيون قليله ولربما جرح البعوض الفيلا |
أنا لها ولكل عظيمة |
بنفسي فَخَرْتُ لا بجدودي |
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها |
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الحامي |
ذل من لا سيف له |
عش عزيزا أو مت وأنت كريم |